تأثير الألوان
الحرارة
يعطي اللون الأزرق وكل الألوان التي تغلب فيها أجزاء الزرقة على غيرها انطباعاً بالبرودة، أما اللونان الصفر والأحمر وكل مشتقاتهما فيعطيان شعوراً بالدفء، وتشتمل الألوان الدافئة كل ظلال اللونين الأصفر والأحمر، ومنها الظلال البنية المختلطة، وهي تزيد من حرارة الغرفة الظاهرة وتظهرها أكثر أناقة وأصغر حجماً. غير أن الألوان الباردة تحتوي كل الظلال المشتقة من اللون الأزرق، كما تخفض من حرارة الغرفة وتجعلها براقة مرحة.
ويبرز الشكل كل الألوان الدافئة. غير أن اللونين الأخضر والبنفسجي لا يعتبران دافئين أو باردين، لأن اللون الأخضر يحوي أجزاء متساوية منا لأصفر الدافئ والأزرق البارد، وكذلك البنفسجي المؤلف من الأحمر (الدافئ) والأزرق البارد. ومعروف أن دفء الألوان وبرودتها عرضة للتغير. فاللونان الأخضر والبنفسجي يصبحان دافئين عندما يمزجان مع الألوان الدافئة، وينقلبان باردين كلما تجاورا مع الزرقة الباردة. وكلما تعاظمت أجزاء اللون الصفر في الصباغ الأخضر كلما ازداد دفئه، وكلما زادت برودة اللون الأزرق ـ الأخضر كلما كان اقترابه من الأزرق عظيماً .
الإضاءة الناجعة
عندما نختار الألوان في الغرف، يجب أن نفكر أيضاً بأنواع الضوء داخلها، لأنه من الأحسن أن نختار اللون والضوء الذي يعكس اللون كما هو. فإذا كانت وسيلة الإضاءة هي المصابيح الوهاجة (العادية) فاختر الألوان التي تتماشى مع نورها، وإذا أردت إضاءة الغرفة بمصابيح الفلورسانت، فافحص الألوان التي تلائم أنوار هذه المصابيح التي ستستعمل.
والمصابيح الوهاجة تؤكد اللونين الأحمر والأصفر ولا تنعكس بقوة على الأخضر والأزرق، في حين أن بعض مصابيح الفلورسانت تصدر أضواءً تؤكد اللونين الأزرق والأخضر وتعكس البرودة في جو الغرفة.
كما ينبغي اعتبار تعرض الغرفة للضوء أثناء النهار في عملية اختيار اللون، بمعنى فحص اللون في ضوء النهار وتحت الأضواء الصناعية. اختر اللون الذي يناسب الغرفة في الأوقات التي يكثر فيها استعمالها عند العشية أو خلال النهار.
والغرف المختلفة تتلقى كميات متفاوتة من ضوء الشمس في أوقات متضاربة من النهار. فعلى سبيل المثال يمكننا زيادة المرح في غرفة شمالية، كالتي تشاهدها في الشكل، بتلوينها بأحد الألوان الدافئة. على أن اللون الصفر يستبعد من الغرف المتعرضة لكثير من ضوء الشمس.
أما اللون الأزرق في غرفة جنوبية أو غربية يجعلها تبدو أكثر برودة. وإذا لم تتلق الغرفة مقداراً وافراً من الضوء، فيفضل تلوينها بألوان فاتحة خفيفة، بينما تستخدم الظلال القاتمة في اغرف المتعرضة لضوء الشمس بكثيرة، لأنه لا يتسبب في تضاؤل ضوء الشمس المتسرب إليه.
الشكل يوضح استخدام الألوان الدافئة
لا شك أن للضوء أثراً كبيراً على جو الغرفة، غذ توحي الألوان بمرح الغرفة وجوها المريح أو برسميتها وفخامتها. ومع أن الألوان الباردة تضفي على الغرفة جواً مريحاً وهادئاً، إلا أنها لا تجعلها رسمية لأن الأثاث والنسيج يسهمان في تكوين الانطباع الكامل عن الغرفة.
كذلك ينبغي اخذ معالم الغرفة المادية لدى اختيار الألوان الزاهية أو القاتمة من دون إغفال الأذواق الشخصية في انتقاء الألوان، لأن الأفراد المقيمين في مجالات المسكن المختلفة يعرفون الألوان المفضلة لديهم، والتي يتعايشون معها بسعادة. إن اختيار الألوان لأي مسكن تعبير عن نمط الحياة الذي يتبعه سكانه.
وتؤثر الألوان على نسب الغرفة الظاهرة، فالألوان الشديدة البروز كالأزرق الفاتح والأخضر والأحمر، تظهر الجدران كما لو كانت تضيق، ويظهر استعمالها الجيد ضمن الغرف المنخفضة والصغيرة وما سوى ذلك. على أنا لألوان الفاتحة كالأزرق الفاتح والأصفر وغيرهما يظهران الغرفة أعلى وأطول وهلم جراً.
تنزع الألوان الدافئة إلى إظهار الأجسام وكأنها متقاربة، كما في الشكل، وللألوان العميقة التأثير نفسه على مظهر الجدران والأجسام. فاللون الدافئ الذي يصبغ به السقف المرتفع يجعله يبدو منخفضاً. وإذا صبغ الجدار الخلفي في غرفة ضيقة وطويلة بلون دافئ تبدو مربعة، فيما نتخلص من منظر الغرفة المربعة الشبيه بالصندوق إن دهنا جدارها الخلفي بلون مغاير للون الجدارين الآخرين. وقد استعملت الألوان الخفيفة الفاتحة بكثيرة لأنها تساعد على إظهار الغرفة بمظهر المرح والخفة ولأنها تفسح المجال في استخدام الستائر والأنسجة القاتمة الألوان، بقصد خلق انطباعات ممتعة ومتباينة ودرامية.
يقدم لنا الجدول التالي شرحاً عاماً عن علم نفس الألوان.
الأسود ـ عتمة الليل، الحزن والحداد، الموت والشر
الأبيض ـ براءة، طهارة وبرودة.
الأزرق ـ الإخلاص، العمق، الجدية، الجلالة، والعفاف.
الخضر ـ الأمل، النمو، قلة الخبرة وعدم النضج.
الأصفر ـ الحسد، الكراهية والخزي أو العيب.
الذهبي ـ الشمس، الثورة والرمح.
الأحمر ـ الدم، الحب والرجولة.
القرمزي ـ الحكم، الجلالة.
البنفسجي ـ الحزن، الغموض، الحيرة، الظل والكرامة.
الرمادي ـ النقص والهرم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق